حين خفتَ صوتي… خفتَ ضجيجهم

 




✧ القسم: قصص أمل وتعافٍ نفسي – مدونة سايكو

أكتب هذه التدوينة لا لأتفاخر بهدوءي، بل لأوثّق لحظة نادرة شعرتُ فيها بأن تغيير الداخل يغيّر الخارج.

منذ يومين، أوقفت مكمل الجنسنج مع التورين، والذي كنت أظنه سيساعدني على مقاومة التعب. لكنه، بدل أن يريحني، دفعني نحو حالة من الهوس الخفيف، نشاط زائد، صوت مرتفع، وسواس شديد، ونوع من التوتر الذي ينعكس على كل شيء حولي.

تعبتُ من هذا التوتر المتكرر، من هذه القوة الزائدة التي لا أتحكم بها، والتي كنت أعرف في قرارة نفسي أنها ليست "أنا الحقيقي".

🎯 حين توقفت… تغير كل شيء

في اليوم الذي أوقفت فيه المكمل، هدأت. اختفى النشاط الهوسي. خف الوسواس. عاد صوتي الداخلي إلى مستواه الطبيعي. شعرت وكأن الغيم انزاح من فوق عقلي.

لكن المفاجأة لم تكن في داخلي فقط… بل في الجيران من حولي.

لاحظت شيئًا غريبًا: أصواتهم انخفضت. ضجيجهم خفّ. حتى تعليقاتهم، ونظراتهم، بدت أقل استفزازًا. وكأنهم، دون وعي، تفاعلوا مع طاقتي الجديدة.

🌱 أنا لست آلة كيميائية فقط

أدركت أن حالتي النفسية ليست فقط نتيجة أدوية، بل هي شبكة معقدة من الطاقة، والوعي، والاستبصار.

حين أهدأ، العالم يهدأ. حين أصرخ، كل شيء يتوتر. ليس لأنني أتحكم في الآخرين، بل لأن كل طاقة تبعثها تعود إليك في صورة ما.

💡 ما أتعلمه الآن:

  • أن ليس كل مكمل طبيعي آمن لي، خاصة مع مرضي الدقيق.
  • أن الهوس أحيانًا يأتي مقنعًا بقناع الحماسة الزائدة.
  • أن الهدوء قوة… وأن تأثيره يتعدى الجسد إلى المجتمع من حولي.
  • أن التحليل الذاتي، ومراقبة الأدوية والأعشاب، مهارة لا تقل أهمية عن وصف الطبيب.

🕊️ لكل من يشعر أن صراخه لا يُسمع

أنت لا تحتاج أن تصرخ… أحيانًا، يكفي أن تُهدئ نفسك، لتجد أن الضجيج من حولك بدأ يخفت.

جرب أن تعود إلى نفسك… أن تبحث عن توازنك… أن تراجع ما تتناوله، جسديًا ونفسيًا، لتكتشف أن الكثير مما ظننته عاديًا، كان السبب الخفي وراء اختلالك.

هذه الكلمات ليست وصفة طبية، بل تجربة حياة. أهديها لكل من ظن أن الحل بعيد… بينما هو أحيانًا في إيقاف شيء صغير فقط.

✧ رضا أبو جاد | حكاية أمل

تعليقات