تجربتي مع تقليل الأدوية النفسية: بين سبرالكس، لاروكسيل، وسوليان
في رحلتي مع الفصام الوجداني، كثيرًا ما حاولت تحقيق التوازن بين الراحة النفسية وتقليل الاعتماد على الأدوية. ورغم أن الأدوية كانت جزءًا أساسيًا من استقراري، إلا أنني كنت دائمًا أبحث عن الحد الأدنى الذي يكفيني دون أن أُثقل على جسدي أو نفسي.
خطتي: الاكتفاء بسبرالكس ولاروكسيل
مؤخرًا قررت أن أكتفي بتناول سبرالكس بجرعة ثابتة، مع كمية قليلة من لاروكسيل لتحسين النوم وتخفيف القلق الليلي. شعرت أن هذا المزيج يمنحني نوعًا من الهدوء دون التخدير أو الخمول.
سبرالكس كان فعالًا في تخفيف حدة الوسواس والرهاب، أما لاروكسيل بجرعة صغيرة فقد ساعدني في النوم وشحن طاقتي لليوم التالي. كنت آمل أن هذا الجمع البسيط يكفيني.
توقفت عن السيرترالين تدريجيًا
السيرترالين رافقني لفترة طويلة، لكنه سبب لي بعض القلق الزائد والأرق، فقررت التوقف عنه تدريجيًا. لم أواجه أعراض انسحاب حادة، وهذا شجعني على الاستمرار في خطتي.
تجربة التوقف عن سوليان والليثيوم
في خطوة أكثر جرأة، قررت البارحة التوقف عن سوليان والليثيوم. كنت أشعر بأنني أثقلت على جسدي وأن مزاجي يستقر تدريجيًا، فلماذا لا أحاول التخفيف أكثر؟
لكن الحقيقة أنني لم أشعر بالراحة طوال اليوم. كانت هناك ضبابية في الرؤية، شعور بالثقل في الرأس، وانخفاض واضح في النور الداخلي. عيني كانت وكأنها ترى ظلمة لا تنقشع، والمزاج كان مضطربًا بشكل ملحوظ.
العودة إلى سوليان: عودة النور
في هذا الصباح، عدت إلى تناول سوليان. وبكل صدق، أقول إنني شعرت بتحول واضح وفوري. كأن هناك سحابة سوداء قد انقشعت، وعادت إلى عيني الرؤية النقية، وإلى داخلي نوع من الهدوء والنور. لم يكن مجرد تحسن مزاج، بل تحسن في الإدراك والاتصال بالواقع.
سوليان، رغم ما يقال عنه، كان وما يزال جزءًا لا يمكن تجاهله في استقراري النفسي. ليثيوم ربما يمكن الاستغناء عنه تحت إشراف طبي، لكن سوليان أثبت لي أنه ضروري في المرحلة الحالية.
ماذا تعلمت من هذه التجربة؟
- كل دواء له دوره، ولا يوجد دواء "خفيف" وآخر "ثقيل" إلا بحسب حالتك.
- التقليل مفيد فقط إذا كان مدروسًا وتدريجيًا، وتحت مراقبة دقيقة للنفس.
- الدواء ليس عدوًّا، بل رفيق، متى عرفنا كيف نتعامل معه بوعي وتوازن.
- الاستقرار النفسي يستحق التضحيات الصغيرة، حتى إن كانت بحبة دواء كل صباح.
كلمة أخيرة
رحلتي مع الأدوية النفسية ليست مثالية، لكنها صادقة. أبحث فيها عن نفسي، عن استقراري، وعن النور الذي يعينني على الاستمرار. وكل خطوة فيها، سواء كانت تراجعًا أو تقدمًا، تعلمني شيئًا جديدًا عن ذاتي.
لكل من يخوض تجربة مشابهة، أقول: لا تخجل من حاجتك للدواء، ولا تتردد في مراقبة نفسك بحب وصدق. فربما تكون الحبة الصغيرة التي تأخذها اليوم، هي الجسر الذي يعبر بك نحو غدٍ أفضل.