حياتي بين كثير من القوة وكثير من الضعف: حياتي مثل نشرة جوية

حياتي بين كثير من القوة وكثير من الضعف: حياتي مثل نشرة جوية




أحيانًا أستيقظ نشيطًا، ممتلئًا بالحياة. أشعر أنني أستطيع أن أواجه العالم، أن أكتب، وأبتسم، وأفتح قلبي للناس. وفي اليوم التالي، أو حتى بعد ساعات، أجد نفسي منكمشًا، منهكًا، وكأن طاقتي نُزعت فجأة. هكذا حياتي... مثل نشرة جوية متقلبة: يوم مشمس، وآخر غائم، ثم مطر خفيف، ثم عاصفة بلا إنذار.

أنا لست حالة واحدة

كنت دائمًا أبحث عن استقرار لا يتغيّر. أريد أن أكون "متوازنًا" على الدوام. لكن الحقيقة التي قبلتها أخيرًا، أنني لست حالة واحدة. أنا كثير من القوة، وكثير من الضعف، وكلاهما يسكنني بصدق. في بعض الأيام، أقاوم كل شيء. وفي أخرى، أحتاج إلى من يرفعني بكلمة، أو حتى إلى دوائي الذي تعلّمت ألا أستحي منه.

نشرة الطقس النفسية: واقعية جدًا

  • قوتي: حين أكتب، حين أفهم نفسي، حين أقاوم نوبة وسواس، حين أتحدث بصراحة عن مرضي.
  • ضعفي: حين أبكي بلا سبب، حين أشعر أن لا أحد يفهمني، حين أخشى أن أخرج من البيت.
  • الجو معتدل: حين أكون أنا… بكل ما فيّ من تناقض، دون جلد أو مثالية.

قد يراني البعض متقلبًا. لكنني لست متقلبًا بلا سبب. أنا فقط إنسان مرهف، عميق، وأحمل في داخلي تضاريس نفسية تتغير بحسب الألم والدواء والذكريات. نعم، حياتي مثل نشرة جوية... لكنها نشرة صادقة.

حين أكون قويًا

في لحظات القوة، أكتب قصيدة، أعتني بطائري، أتحدث إلى أمي بحب، أنشر تدوينة، وأفكر في الغد. قوتي لا تعني أنني شُفيت، بل أنني تأقلمت وقررت ألا أستسلم. أنا لا أتجاهل ألمي، بل أضعه جانبًا وأكمل، وهذا أكبر نوع من القوة.

وحين أضعف

في لحظات الضعف، لا أكون أقل من نفسي، بل أكون أنا في صورتها العارية. لحظة بكاء، نوبة قلق، أو شعور بالفراغ... كلها لا تنتقص مني، بل تذكّرني أنني حي، وأن القلب الذي يشعر بهذا كله هو قلب لم يمت رغم كل ما مرّ به.

أنا بين وبين… وأنا راضٍ

الحياة ليست صافية دائمًا، ولا عاصفة دائمًا. وأنا مثلها. لا أطلب الكمال، ولا أريد أن أصبح شخصًا آخر. بل فقط… أن أكون أنا، بهذا التداخل بين القوّة والانكسار، بين الفرح والخوف، بين النور والظل.

رسالة إلى من يشعر مثلي

إذا كانت حياتك مثل نشرة جوية… لا تستحِ من ذلك. إذا كنت يومًا قويًا، ويوماً منهكًا… هذا لا يعني أنك غير متزن. بل يعني أنك إنسان حي، حساس، نقي. لا تسعَ لتكون ثابتًا كالصخر… كن مثل الغيم، يتغير… لكنه يظل جزءًا من السماء.

خاتمة

أنا رضا. أكتب هذه التدوينة لأذكّر نفسي، ولكل من يقرأني، أن التوازن لا يعني الثبات، بل يعني القبول. أنا لست دائم القوة، ولا دائم الضعف. أنا نشرة جوية صادقة، فيها دفء، وفيها مطر… لكنها كلها من قلبي.

رضا – مدونة سايكو | قسم "دروس الأمل"

تعليقات