سوليان: العمود الفقري في توازني النفسي

 




منذ سنوات، كنت أبحث عن دواء يعيد إلي شيئًا من الهدوء الداخلي، ويثبتني على أرض نفسية مستقرة لا تتهاوى بي مع كل موجة قلق أو نوبة اكتئاب أو اضطراب ذهني عابر. جربت الكثير، تعثرت كثيرًا، ومررت بتجارب مرة، حتى وجدت نفسي أخيرًا أمام دواء اسمه سوليان (Amisulpride).

ما هو سوليان؟

سوليان هو مضاد ذهان من الجيل الثاني، يُستخدم بشكل رئيسي في علاج الفصام وبعض اضطرابات المزاج. ينتمي إلى فئة الـbenzamide، ويعمل بشكل انتقائي على مستقبلات الدوبامين، مما يساهم في التخفيف من الأعراض الذهانية والهوس الخفيف في حالات معينة.

لماذا أعتبره العمود الفقري في توازني النفسي؟

تناولت سوليان بجرعة 200 مغ صباحًا ومساءً تحت إشراف طبيب مختص، وكانت النتيجة واضحة: هدوء في الرأس، ثبات في المزاج، ودرجة من السيطرة على الأعراض الذهانية لم أعهدها مع أدوية أخرى.

بعكس أدوية أخرى سببت لي تخديرًا أو انعزالاً أو حتى رعشة داخلية، أعطاني سوليان الإحساس بأنني "أنا"، ولكن بنسخة أكثر اتزانًا وأقل عرضة للانفجار من الداخل.

الجانب العاطفي والتأثير اليومي

كنت أستيقظ في الماضي بقلق غير مبرر، كأن اليوم خزان من التهديدات. الآن، ومع الاستمرار على سوليان، أجد صباحاتي أكثر لطفًا. لا زالت التحديات موجودة، لكنّ طريقة تفاعلي معها تغيّرت. لم يعد ذهني ساحة قتال.

سوليان ساعدني على أن أكون أكثر قدرة على الاستماع لزوجتي، والابتسام لطفلي، والتركيز مع تلاميذي. منحني نافذة تنفس وسط دخان الفصام والرهاب والوسواس القهري.

الآثار الجانبية التي عايشتها

رغم إيجابياته الكثيرة، لا يخلو سوليان من بعض الأعراض الجانبية، مثل:

  • زيادة بسيطة في الوزن
  • أحيانًا شعور بثقل عضلي عند القيام الصباحي
  • تأثير على الرغبة الجنسية (وهي مشكلة مشتركة مع معظم مضادات الذهان)

لكن الموازنة بين الآثار الجانبية والفوائد النفسية كانت تميل بوضوح لصالح الاستمرار.

التكامل مع أدوية أخرى

أستخدم سوليان ضمن بروتوكول طبي متكامل يشمل:

  • أبليفاي 15 مغ
  • سيرترالين 25 مغ
  • سيبرالكس 10 مغ
  • لاميكتال 100 مغ
  • ميانسيرين (نصف حبة ليلية)
  • سيروكويل 25 مغ

كل دواء له وظيفته، لكنّ سوليان يظل بمثابة "الحلقة المركزية" التي لو سقطت، لاختل التوازن العام.

تنبيه مهم

جميع الأدوية المذكورة أعلاه تُؤخذ تحت إشراف طبي مباشر، ولا يُنصح بتناول أي منها دون استشارة طبيب مختص. هذه التدوينة تقدم تجربة شخصية فقط، وليست وصفة علاجية لأي قارئ. استشر طبيبك دائمًا.

خلاصة تجربتي

سوليان لم يكن حبة سحرية، لكنه كان بابًا نحو استقرار طال انتظاره. أثق به، وأعرف تأثيره، وأشكر الله أنني وجدته في وقت كنت بحاجة فيه إلى سند دوائي حقيقي.

قد لا يناسب الجميع، لكنّه لي، كان وما يزال، العمود الفقري في توازني النفسي.

رضا أبو جاد | حكاية أمل
مدونة سايكو - قسم: الفصام وتجربتي

تعليقات