✧ قسم: قصص أمل وتعافٍ نفسي
✦ استدراك واجب...
هذه التدوينة تُعد استكمالًا لتدوينتي السابقة: "نصف حبة سبرالكس... ومضى الاكتئاب والوسواس". كنتُ فيها صادقًا مع لحظتي، فقد هدأ الألم حقًا، وتحسّن حالي بنصف الجرعة.
لكن مع الوقت، أدركت أن التحسن لم يكن مستقرًا، وأن نصف الحبة لم تكن كافية للاستمرار في التعافي.
من هنا، تأتي هذه التدوينة كـ استدراك صادق لما كتبت سابقًا، لا إنكارًا له، بل تطورًا نابعًا من عمق التجربة.
في لحظة من اللحظات، شعرت أنني اقتربت من الحل، حين تناولت نصف حبة من سبرالكس (5 ملغ)، وهدأ الاكتئاب، واختفى بعض من الوسواس، وخُيّل إلي أنني وجدت توازني أخيرًا.
كتبت يومها تدوينة بعنوان: "نصف حبة سبرالكس... ومضى الاكتئاب والوسواس"، وكانت صادقة؛ إذ فعلاً هدأت العاصفة، وصفا ذهني، وعدت أتنفس.
لكن...
مرت الأيام، وتبين أن نصف الحبة لم تكن كافية.
المتعة تراجعت، وشيء من البلادة العاطفية تسلل، والوسواس لم يغادر كليًا، بل ظل يتربص في الزوايا، ينتظر لحظة ضعف لينقض من جديد.
صبرت، راقبت نفسي، وكنت مستعدًا لكل احتمال.
حتى أيقنت أن الحل ليس في التردد، بل في الثقة بتجربتي السابقة، وأن العودة إلى الجرعة التي أثبتت فعاليتها (10 ملغ من سبرالكس) ليست تراجعًا، بل نضجًا ومرونة.
✦ لماذا 10 ملغ؟
- لأن الوسواس لا يستكين إلا بجرعة علاجية فعالة.
- لأن المتعة لم تكن حاضرة بنصف الحبة.
- ولأنني أعرف جسدي جيدًا، وأثق بحواري العميق مع نفسي.
الآن، وبعد العودة إلى 10 ملغ، بدأ التحسّن يعود بثبات. لا تخدير، لا هيجان، فقط وضوح وهدوء وثقة.
✦ لست ضد التجريب، بل مع التجريب الواعي
نعم، جرّبت نصف الجرعة، وكتبت عنها، وكنت مخلصًا في وصفي لما حدث.
لكن عندما ثبت لي أنها لا تكفي، لم أتردد في استدراك موقفي.
وهذه، برأيي، ليست تقلبًا، بل شجاعة التراجع نحو الصواب.
✦ لكل من يعاني...
لا تتردد في مراجعة قراراتك.
إذا شعرت أن الجرعة لا تكفي، لا تعاند.
وإذا وجدت توازنًا في جرعة أعلى، فلا تنكر ذلك خوفًا من حكم الآخرين.
العلاج رحلة، وليس وصفة ثابتة.
وأقولها الآن بصفاء:
عدتُ إلى جرعتي بثقة، وعدتُ إلى نفسي بشجاعة.
✧ رضا أبو جاد | حكاية أمل