حين تختلط الانتكاسة بالوسواس… كانت العودة إلى لامكتال راحة لا ضعفًا

 

حين تختلط الانتكاسة بالوسواس… كانت العودة إلى لامكتال راحة لا ضعفًا





أحيانًا، لا يكون القرار الأصعب هو بدء العلاج، بل العودة إليه. العودة بعد تجربة، بعد تقليل، بعد محاولة الاستقلال. كنت أظن أنني تجاوزت مرحلة لامكتال. ظننت أنني قادر على مواصلة الطريق بدونه، خاصة بعد أن شعرت بتحسن لفترة. لكن مع مرور الوقت، وعودة الانتكاسة النفسية، واشتداد الوسواس، عرفت أنني بحاجة إلى شيء يعيد إليّ التوازن… فعدت.

ليس استسلامًا… بل اختيار للسلام

حين عدت إلى لامكتال، لم أشعر بالخجل، ولم أعد أقول لنفسي: "رجعت خطوة للوراء." بل قلت: "رجعت لأرتاح… رجعت لأعيش." كنت قد عرفت سابقًا طعمه: كيف يثبت مزاجي، ويمنحني استقرارًا داخليًا لا يراه الناس، لكنه يغيّر حياتي من الداخل.

الانتكاسة لا تأتي وحدها

الانتكاسة لم تكن مزاجًا مكتئبًا فقط، بل كانت عودة متسللة لكل شيء:

  • الرهاب الاجتماعي بدأ يخنقني من جديد.
  • الوسواس القهري عاد بقوته… يصرخ في رأسي، يزرع الشك في كل شيء.
  • النوم صار صراعًا، لا راحة.
  • التفكير في المستقبل غاب، كأنني فقدت الرؤية.

وفي خضم هذا كله، الوسواس هو أخطر ما كان يتغذى على ضعفي. كلما زادت الانتكاسة، زادت همساته. وكلما تهتز نفسي، يكبر هو كوحش يعرف كيف يستغل اللحظة.

فليذهب الوسواس للجحيم

نعم، أقولها بكل وضوح: فليذهب الوسواس للجحيم. لم أعد أطيق أن يتحكم في قراراتي، في علاقاتي، في إيماني بنفسي. ولأجل ذلك، احتجت إلى حليف… فكان لامكتال. عدت إليه لا كمن انهزم، بل كمن اختار أن يحمي نفسه. لا أريد بطولة مزيفة بدون علاج، بل أريد أن أكون بخير… حتى لو كان الطريق يمر عبر الدواء.

الدواء لا يسلبك القوة… بل يمنحك فرصة للثبات

كل يوم كنت أتناول فيه لامكتال وأشعر بتحسن، كنت أقول لنفسي: "أنا لست أضعف لأنني أتناول هذا الدواء… بل أقوى لأنني أستمع لنفسي، وأحترم حاجتي للراحة."

قوتي لا تعني أنني أقاوم كل شيء وحدي. بل أنني أعرف متى أطلب الدعم. أنني لا أستسلم للانحدار، بل أمدّ يدي حين أشعر أنني على وشك السقوط.

من الدرس… يولد الأمل

  • الانتكاسة ليست عارًا، بل تذكير أن النفس بحاجة إلى عناية دائمة.
  • الدواء ليس قيدًا، بل مفتاح لراحة كثيرًا ما نُهملها ونحن نُكابر.
  • الوسواس ليس أقوى منك… إنه فقط ذكي، ينتظر ضعفك، لكنك أقوى حين تعرف متى تُسكته.
  • لامكتال ليس كل الحل، لكنه جزء مهم من طريق الشفاء… وأنت من يقرر كيف ومتى تستخدمه.

كلمة من قلبي

أكتب هذه الكلمات، لا لأنني وصلت لنهاية الطريق، بل لأنني ما زلت أسير. لكنني هذه المرة، أسير بخطى أهدأ، ونفس أكثر تصالحًا. أعرف أن هناك أيامًا قادمة ستكون مشمسة… وأخرى غائمة. لكنني الآن أملك مظلتي… اسمها لامكتال، واسمي رضا.

رضا – مدونة سايكو | قسم "دروس الأمل"

تعليقات