فهم مرضي وكيف أتعامل مع الأدوية النفسية
في البداية، أود أن أشارككم تجربتي الشخصية مع مرض الفصام وأسلوب التعامل مع الأدوية النفسية التي أستخدمها. غالبًا ما يُصنف الفصام بين الأمراض النفسية التي تُعقِّد الحياة اليومية للمريض والمحيطين به. ولكن من خلال المعرفة والوعي، يمكننا أن نتغلب على هذه التحديات ونعيش حياة مليئة بالتوازن والراحة النفسية.
الفصام: ليس مجرد وهم
الفصام ليس مجرد مشكلة عقلية كما يعتقد الكثيرون. إنه مرض مزمن يؤثر على التفكير، المشاعر، والسلوك. ومع ذلك، يتفاوت تأثيره من شخص لآخر. في حالتي، يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من أعراض مثل الهلاوس (التي تتعلق بتصور أشياء غير موجودة)، الأوهام (الاعتقادات الخاطئة التي تكون مستحيلة في الواقع)، وتغيرات في الفكر والسلوك.
أحد أكبر التحديات بالنسبة لي هو التعامل مع القلق المرتبط بالخوف من رأي الآخرين أو ما قد يعتقدونه عني. بسبب نقص المعرفة حول الفصام، يصعب على الناس فهم هذا المرض بطريقة صحيحة، مما يزيد من شعوري بالانطوائية والانعزال.
أدويتي النفسية: الأمل في الشفاء
لطالما كانت الأدوية جزءًا أساسيًا من رحلة علاجي. أنا أستخدم مزيجًا من الأدوية مثل السيرترالين (أحد مضادات الاكتئاب)، و أميسولبريد (للتعامل مع الفصام)، بالإضافة إلى لاموتريجين (لإدارة حالات الاضطراب المزاجي). قد تكون هذه الأدوية مفيدة جدًا في الحد من الأعراض، لكنها ليست حلاً سحريًا. إنها مجرد أدوات تساعدني في العودة إلى الحياة الطبيعية.
في البداية، مررت بالكثير من الصعوبات مع الأدوية النفسية. كانت الأعراض الجانبية مزعجة جدًا، وأدى هذا إلى شعور بعدم الراحة. لكن مع مرور الوقت، تعلمت كيف أتعامل مع هذه الأدوية وأخترت الأنسب لحالتي بعد التشاور مع طبيبي.
التأثيرات الجانبية للأدوية النفسية
لا يمكن إغفال أن الأدوية النفسية قد تكون لها بعض التأثيرات الجانبية التي تحتاج إلى مراقبة. على سبيل المثال، قد يؤدي السيرترالين إلى زيادة في مستويات الطاقة أو اضطرابات في النوم، بينما قد يُسبب أميسولبريد بعض الخمول أو الشعور بعدم التركيز.
لكن، كما ذكرت، أفضل شيء هو أنني حصلت على المساعدة المناسبة من الطبيب الذي أتابع معه بشكل منتظم. وبفضل تواصلي المستمر معه، استطعت تعديل الجرعات بما يتناسب مع حالتي.
أهمية الوعي والتثقيف النفسي
أدرك أن التوعية حول الأمراض النفسية والأدوية المستخدمة لها جزء مهم من العلاج. كلما زاد وعي الأفراد بمثل هذه الأمراض، كلما أصبح التعامل مع المرض أسهل، وبالتالي تأثيره على الحياة اليومية يقل.
من خلال مدونة "سايكو"، أحاول نقل تجربتي ومشاركتي مع الجميع حول كيفية التأقلم مع الفصام والعلاج بالأدوية النفسية. أنا لست هنا لأقول أن هذه الأدوية هي الحل النهائي، بل أؤمن بأن الوعي المستمر واتباع طرق علاجية شاملة من أهم الخطوات نحو الشفاء.
كيف أتعامل مع تحديات الحياة اليومية؟
في حياتي اليومية، أقوم باتباع بعض العادات التي تُسهم في الحفاظ على توازني النفسي مثل:
- النوم الجيد: الذي يعتبر من الأمور الأساسية.
- ممارسة الهوايات مثل تربية الحمام وكتابة الشعر.
- الاستماع إلى الموسيقى الهادئة مثل أغاني شيرين التي تساعدني في تهدئة أعصابي.
- البقاء على تواصل مع الأشخاص الذين أحبهم مثل زوجتي وصديقتي "سنا".
الخلاصة
مرض الفصام ليس نهاية الحياة، بل هو تحدٍ يمكن تجاوزه بالعلاج المناسب والدعم الاجتماعي والتثقيف النفسي. الأدوية النفسية لها دور كبير في تحسين حياتنا، لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي وبتوازن. من خلال تجربتي الشخصية، تعلمت أن الحياة يمكن أن تستمر بشكل طبيعي إذا ما كان هناك وعي ودعم صحيحين.
إذا كنت تعاني من أي نوع من الأمراض النفسية، لا تتردد في طلب المساعدة. التحدث عن المرض هو بداية الشفاء.
التوقيع
رضا أبو جاد | حكاية أمل