ADS

قهوة وسجارة: هل يمكن لطقوس بسيطة أن تخفف من اضطراب المزاج؟

قهوة وسجارة: هل يمكن لطقوس بسيطة أن تخفف من اضطراب المزاج؟
المؤلف لماذا الشعر
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

قهوة وسجارة: هل يمكن لطقوس بسيطة أن تخفف من اضطراب المزاج؟



الوصف: تجربة شخصية عن كيف تساعد القهوة والتدخين أحيانًا في تهدئة النفس، وسط اضطرابات المزاج والتقلبات النفسية، مع محاولة صادقة لفهم أثرها مقارنة بالدواء والعلاج السلوكي.

عندما تُصبح الطقوس الصغيرة ضرورة

ليست كل مسكنات المزاج تأتي على شكل وصفة طبية، ولا كل لحظة راحة تمر عبر كبسولة بيضاء. هناك منّا من يجد في كوب قهوة، وفي نفَس سيجارة، مساحة مؤقتة من الاتزان. أقولها بصدق: في لحظات كثيرة، لم يهدئني شيء كما فعلت القهوة. ولم أجد ما يوقف الارتباك الداخلي، ولو لحظيًا، كما تفعل السيجارة.

طقس القهوة: أكثر من كافيين

في كل مرة كنت أتناول دوائي النفسي، كنت أبحث بعده عن شيء يُكمل مفعوله. شيء يُهدئني دون أن يسلّبني إحساسي بنفسي. فكنت ألجأ إلى القهوة. مرة في الصباح، ومرة حين أشعر أني أحتاج إلى صوت داخلي أكثر ثباتًا. القهوة ليست سحرية، لكنها تمنحني تركيزًا، ونبضًا خفيفًا يُعيد لي الشعور أنني موجود.

سيجارة الاستراحة: ملجأ مؤقت

والسيجارة؟ ليست شيئًا أفخر به، لكنها كانت ملجأ. لحظة أُطفئ بها الضجيج الداخلي، أو أعبّر بها عن توتر لا أعرف كيف أخرجه. نعم، أعرف أضرارها. وأعرف أنها ليست حلًا طويل الأمد. لكنني في لحظات، كنت أتمسك بها كما يتمسك الغريق بلوح خشبي عابر.

السيرترالين وتأثيره على الجسد والمزاج

البارحة، عدت لاستخدام السيرترالين، وارتحت نفسيًا ونمت بعمق. لكنه سبب لي بعض الإسهال الخفيف، وهذا ليس غريبًا. فالسيرترالين يؤثر على مستقبلات السيروتونين في الأمعاء كما في الدماغ. وقد تكون هذه الآثار الجانبية مؤقتة، لكنها مزعجة.

ما لاحظته هو أنني حين شربت مغلي الأعشاب — من الشاي الأخضر، الميرمية، واللويزة — هدأ الألم، وتحسن المزاج. وكأن هذه الأعشاب خففت أثر الدواء الجانبي، ومهّدت الطريق لتأثيره الإيجابي.

ليس ترويجًا... بل توازنًا

الغريب أن لا أحد يخبرك كيف أن القهوة والسيجارة قد تُصبحان وسيلتك للبقاء واقفًا. ولا أحد يعترف أن المريض النفسي أحيانًا لا يبحث عن الشفاء التام، بل عن هدنة صغيرة تسمح له بالتقاط أنفاسه. وأنا كنت أجد تلك الهدنة في رشفة، أو في دخان يتصاعد نحو لا مكان.

أنا لا أدعو أحدًا للتدخين، ولا أقول إن القهوة حلّ سحري. بل أقول إننا كبشر، نبحث عن أدوات صغيرة نتماسك بها. وإن كانت هذه الأدوات تُهدئك، وتُبقيك بعيدًا عن الانهيار، فهي تستحق أن تُفهم، لا أن تُدان.

هل يمكن للأعشاب أن تساعد أيضًا؟

نعم، أحيانًا. فبينما يعمل الدواء على تعديل كيمياء الدماغ، تعمل بعض الأعشاب الطبيعية على تهدئة الجسد وتخفيف التوتر. وهي ليست بديلًا، لكنها رفيق مفيد في الرحلة.

الخاتمة: تفاصيلك الصغيرة مهمة

ربما يأتي يوم أترك فيه التدخين. وربما أقلل من القهوة. لكن إلى أن يحين ذلك اليوم، سأظل ممتنًا لهما. لأنهما كانا معي حين لم يكن أحد. ولكل من مرّ بما مررت به، أقول: لا تخجل من تفاصيلك الصغيرة. المهم أن تستمر، أن تبقى. وأن تعرف أن حتى أبسط الأشياء — مثل قهوة وسجارة، أو مغلي أعشاب — قد تحمل في طيّاتها نَفَسًا من الحياة.

تعليقات

عدد التعليقات : 0