ADS

لبان الذكر: كيف أعدتُ اكتشاف ما كنت أراه كل يوم ولم أمدّ إليه يدي؟

لبان الذكر: كيف أعدتُ اكتشاف ما كنت أراه كل يوم ولم أمدّ إليه يدي؟
المؤلف لماذا الشعر
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

لبان الذكر: كيف أعدتُ اكتشاف ما كنت أراه كل يوم ولم أمدّ إليه يدي؟



كثيرًا ما مررتُ بجانب لبان الذكر، رأيته معروضًا في المحلات، في الأسواق، وحتى على رفوف الأعشاب، لكنني لم أشتره قط. لم أكن أرى فيه شيئًا يستحق التوقف. ومع أنني كنت أقرأ أحيانًا عن فوائده، إلا أنني اكتفيت بالعبور، دون أن أمدّ إليه يدي.

لكن مؤخرًا، تغيّر شيء في داخلي. ربما هو التعب من الأدوية، أو الرغبة في تجربة شيء بسيط، طبيعي، لا يحمل في طياته آثارًا جانبية معقدة. فقررتُ أن أجرّبه، لأرى: هل هو مجرد "صيت بلا طحين"، أم أن في طعمه المرّ نفعًا دفينًا؟

ما هو لبان الذكر؟

هو مادة صمغية تُستخرج من شجرة اللبان، وتُستخدم منذ قرون في الطب الشعبي. يُمضغ أحيانًا كاللبان، أو يُنقع ويُشرب كماء، أو يُبخَّر في المجالس والمنازل. يُعتقد أن له خصائص مهدئة، مضادة للالتهاب، وقد يفيد في التركيز والذاكرة.

ماذا وجدت بعد التجربة؟

في اليوم الأول من تناولي له منقوعًا صباحًا، لم أشعر بشيء كبير. لكن بعد يومين، لاحظت نوعًا من "الصفاء الذهني". لم يكن شعورًا دراماتيكيًا، بل خفيفًا، لكنه واضح. مزاجي العام كان أكثر هدوءًا، وقلّ التشتت في ذهني. لم يكن بديلًا عن أدويتي النفسية، بل مكمّلًا بسيطًا، كأنني أضفت شيئًا نظيفًا لجسدي دون عبء.

وماذا عن الأحاديث النبوية؟

بحثت كثيرًا، فوجدت أن الأحاديث التي تُتداول عن لبان الذكر مثل: "عليكم باللبان فإنه يزيد في الحفظ..."، كلها ضعيفة أو موضوعة. لا تصح نسبتها إلى النبي ﷺ. ومع ذلك، لا يمنع ذلك من الاستفادة من تجارب الناس، بشرط ألا ننسبها للشرع دون دليل.

هل يصلح مع الأدوية النفسية؟

من خلال تجربتي الشخصية، لم ألاحظ أي تعارض بينه وبين الأدوية مثل سيرترالين، سبرالكس، لاروكسيل، أو لوديوميل. لكني أنصح – كأي مريض حريص – أن يتم إدخال أي مادة جديدة بالتدرج، وبمراقبة ذاتية دقيقة.

حين نرى الشيء كل يوم ولا نراه حقًا

تأملتُ كثيرًا في كيف أنني كنت أراه مرارًا وتكرارًا ولم أشتره. كأنني لم أكن مستعدًا نفسيًا لتقبّل المساعدة البسيطة. هذه ليست قصة لبان الذكر فقط، بل ربما دروس كثيرة في الحياة تمر بنا دون أن نراها... حتى تأتي لحظة النضج.

كلمة ختامية

لبان الذكر ليس علاجًا سحريًا، لكنه تجربة تستحق النظر. فإن نفعك فبها، وإن لم يفعل، فقد أضفت إلى نفسك درسًا جديدًا: أن التجربة الصادقة بوعي هي بذاتها نوع من التعافي.

تعليقات

عدد التعليقات : 0