حين صمتَ رأسي... وتكلم قلبي: حكاية لحظة استسلامٍ أنقذتني من الانهيار
لم يكن الضوء واضحًا، لكني شعرت أنه هناك.
مررتُ بلحظات كثيرة كنت أظن فيها أنني لن أخرج، أن الألم سيبقى هو السيّد. لكن فجأة، دون موعد، حدث شيء صغير... لحظة صمت داخلي، أو ربما انكسار هادئ، جعلني أهدأ.
لا لأن كل شيء تغيّر، بل لأنني استسلمت. لا لليأس، بل للتقبّل.
كنت أهرب من القبول
رفضي لحالتي النفسية كان هو ما يتعبني. كنت أتناول الدواء وأنا غاضب، أزور الطبيب وأنا متوتر، أكتب في دفتري وأنا أشعر بالعار.
لم أكن أرفض الآخرين، كنت أرفض نفسي.
الانفجار الذي أنقذني
كانت لحظة بكاء عادية، أو هكذا بدت، لكنها لم تكن عادية. كنت وحدي. بكيت بحرقة، ثم قلت بصوت مسموع:
"أنا مريض... وأنا بشر... وهذا حقي."
كانت تلك لحظة النور.
لم يتوقف المرض بعدها، لكنه لم يعد يبتلعني.
ماذا تعلّمت؟
- أن المقاومة العمياء ليست شجاعة، أحيانًا هي قيد.
- أن قبول المرض لا يعني الاستسلام، بل بداية الطريق.
- أن "الشفاء" ليس هدفًا، بل نمط عيش متدرج، نغلب فيه الألم أحيانًا، ويغلبنا أحيانًا، لكننا لا نفقد الأمل.
الخاتمة
لكل من يرى النفق طويلًا:
النور لا يأتي دائمًا من الخارج. أحيانًا يولد داخلك، بهدوء، في لحظة صفاء، أو دمعة صادقة، أو نظرة حب من ابنك الصغير.
فقط لا تغلق عينيك تمامًا.
رضا أبو جاد | حكاية أمل