رحلتي مع أبليفاي 5 ملغ: دواء صغير وأثر كبير
في طريق التعافي من الفصام، مررت بمراحل متعددة من التجربة، المحاولة، والأمل. من بين تلك المحطات، تبرز تجربة خاصة وفارقة مع دواء يُدعى أبليفاي 5 ملغ (Aripiprazole)، وهي جرعة صغيرة لكن كان لها في حياتي أثر كبير.
الدواء بين الخوف والأمل
كحال كثيرين ممن يخوضون تجربة العلاج النفسي، كنت مترددًا في البداية. سمعت كثيرًا عن الآثار الجانبية للأدوية: النعاس، زيادة الوزن، التخشب، أو فقدان الشعور بالحياة. لكني أيضًا كنت أبحث عن بارقة أمل، عن لحظة هدوء في هذا الصخب الداخلي الذي لا يهدأ.
بداية تجربتي مع أبليفاي
بإشراف الطبيب، بدأت باستخدام أبليفاي بجرعة 5 ملغ. لم تكن جرعة كبيرة، بل توصف غالبًا كجرعة تمهيدية أو داعمة. في البداية لم أشعر بتغيّر كبير، لكن مع الوقت، بدأت ألاحظ الفرق:
- تحسّن في التركيز، والانتباه للتفاصيل اليومية.
- انخفاض التوتر والأفكار المزعجة التي كانت تداهمني باستمرار.
- والأهم: غياب الآثار الجانبية المزعجة. لم أشعر بالنعاس الزائد، لم أكتسب وزنًا، ولم تتغير طاقتي بشكل سلبي.
هل يناسب الجميع؟
تجربتي لا تعني أن أبليفاي هو الحل السحري للجميع. كل جسد يختلف، وكل حالة نفسية لها خصائصها. هناك من لا يناسبهم هذا الدواء، أو يحتاجون لجرعات مختلفة. لكن ما أريد أن أقوله هنا هو: لا تحكم على الدواء قبل أن تجربه بإشراف طبيبك.
دواء صغير، أثر كبير
ما زلت أتناول أبليفاي 5 ملغ، ولا أعتبره عبئًا أو لعنة كما كنت أتصور في البداية. بل هو وسيلة من الوسائل التي ساعدتني على الوقوف من جديد، على أن أعيش بسلام داخلي أكبر.
لا أنكر أنني ما زلت أواجه تحديات، ولا أدّعي أن الدواء وحده هو سرّ الشفاء. لكن حين يكون الدواء مناسبًا، فإنه لا يطفئ شعلة الإنسان فيك، بل يساعدك على أن تُنيرها بهدوء.
رسالة أمل
لكل من يخوض معركته في صمت، ولكل من يتردد في أخذ الدواء خوفًا من أن يفقد ذاته، أقول لك: هناك دواء يناسبك، وهناك حياة تنتظرك بعد هذا الألم. قد لا يكون الحل في قرص واحد، لكن مع التجربة، الإصرار، والمتابعة، تصل إلى تلك اللحظة التي تقول فيها: أنا بخير... أخيرًا.
تجربتي مع أبليفاي كانت بسيطة... لكنها كانت بداية لرحلة أعمق مع ذاتي.