ADS

الوعي المتقدم بالنفس: حين تكتشف أن الدواء هو السبب

الوعي المتقدم بالنفس: حين تكتشف أن الدواء هو السبب
المؤلف لماذا الشعر
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

الوعي المتقدم بالنفس: حين تكتشف أن الدواء هو السبب



ليس كل ألم نعيشه يأتي من الخارج. أحيانًا، يكون مصدر الاضطراب شيئًا نعتقد أنه يُساعدنا… مثل الدواء. نعم، الدواء. هذا الشيء الذي يُفترض أن يرمم التوازن، قد يكون – في حالات معينة – هو من يخلق الانزعاج دون أن ندرك.

لكن هناك لحظة فاصلة، عميقة، لا يصل إليها الجميع بسهولة… لحظة الوعي المتقدم بالنفس. لحظة تقول فيها: "أنا أشعر أن هناك خطأ، وأنا أريد أن أفهم نفسي أكثر".

حين لا يكون التوتر من الظروف… بل من الداخل

مرت أيام كنت أتوتر فيها بلا سبب واضح. أنام متقطعًا. أتنفس بصعوبة دون سبب عضوي. وكنت أحاول أن أبحث في الخارج عن التفسير. هل هو الضغط؟ الناس؟ الذكريات؟… لكن الحقيقة كانت داخلي، وكانت أبسط مما توقعت:

الدواء الذي أتناوله... هو ما يُسبب لي هذه المشاعر. بهدوء، وبلا إعلان.

اللحظة التي تغير فيها كل شيء

عندما بدأت أربط بين الجرعة وبين حالتي النفسية، بدأت أفهم. في الليالي التي أتناول فيها الحبة، أنام… لكن أستيقظ مشوشًا. في الأيام التالية، أعاني من مزاج غير مستقر، وكأن شيئًا داخليًا "مخنوق".

عندها، لم ألوم نفسي. لم أقل إنني ضعيف أو متمرد. بل قلت: أنا إنسان يلاحظ نفسه بدقة، ويستحق أن يستمع إليها. هذا هو الوعي الحقيقي. وهذا هو التقدم في فهم الذات.

الدواء ليس عدوًا… لكن ليس كل دواء صديق

أنا لا أهاجم الدواء، ولا أنكر فائدته لمن يناسبه. لكن أقول إن علينا أن نُبقي أعيننا مفتوحة، وقلوبنا صادقة. ما لا يناسبك، حتى لو كان "علاجًا"، فهو ليس لك. وأنت فقط من يستطيع أن يعرف ذلك، حين تصل إلى عمق كافٍ في وعيك بنفسك.

قرار ترك دواء لا يناسبك ليس ضعفًا، بل وعي. ليس إنكارًا للمرض، بل احترام لجسدك وروحك. هو خطوة نحو توازن حقيقي، مبني على الملاحظة، والشعور، والاستبصار.

الخاتمة: كن أقرب لنفسك مما تتخيل

في عالم العلاج النفسي، كثيرًا ما يُطلب منا أن نثق بالدواء ثقة عمياء. لكن الإنسان الناضج هو من يثق، ويلاحظ، ويُقيّم، ويختار. وأنا اخترت أن أكون مع نفسي، لا ضدها. أن أستمع لإشاراتها. واليوم، أعرف أنني بدأت أُشفى… لا لأنني أخذت الدواء، بل لأنني وعيت.


✍️ بقلم: من داخل التجربة 📅 التاريخ:

تعليقات

عدد التعليقات : 0