ADS

تجربتي مع الحركات اللاإرادية وعودة الاستقرار بعد رفع جرعة السيبرالكس

تجربتي مع الحركات اللاإرادية وعودة الاستقرار بعد رفع جرعة السيبرالكس
المؤلف لماذا الشعر
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

تجربتي مع الحركات اللاإرادية وعودة الاستقرار بعد رفع جرعة السيبرالكس




في هذا المقال أشارككم محطة مهمة من مسار التعافي الطويل الذي أخوضه مع الفصام الوجداني، وهو المسار الذي ما زلت أؤمن بأنه درب متجدد بالأمل والتجربة والمعرفة.

منذ فترة، بدأت أعاني من حركات لا إرادية مزعجة في الوجه وأحيانًا في الأطراف. لم تكن هذه الحركات مؤلمة جسديًا، لكنها كانت مستفزة نفسيًا، لأنها تذكرني دومًا بمرضي وتجعلني أشعر أنني مراقَب حتى وإن كنت وحدي. لقد جربت حينها خفض بعض الأدوية، ظنًا مني أن أحدها هو السبب، كما توقعت أن تكون ناتجة عن تأثير جانبي.

ولكن بعد مراجعة دقيقة لتسلسل الأعراض، وعودة إلى يومياتي التي أدون فيها أدق التفاصيل، لاحظت شيئًا مهمًا: الحركات بدأت تحديدًا بعد تقليل جرعة سيبرالكس (Escitalopram) من 20 ملغ إلى جرعة أقل. كنت قد خفضته تدريجيًا في وقت سابق بعد أن شعرت ببعض التحسن، لكن يبدو أن جسدي كان يحتاجه أكثر مما توقعت.

بتنسيق مع طبيبي، قررت العودة إلى جرعة 20 ملغ التي كنت أتناولها سابقًا. لم يكن هذا القرار سهلًا، فأنا دائم الحذر من تعديل الأدوية، لكنني أعتمد على مراقبة دقيقة واستشارة مستمرة.

النتيجة بعد التعديل

بعد حوالي أسبوع من العودة إلى الجرعة الكاملة، لاحظت شيئًا أشبه بالمعجزة: زوال الحركات اللاإرادية تمامًا. تدريجيًا، اختفت التقلصات، وخفت التوتر العضلي، وعادت يداي ووجهي إلى طبيعتهما. كانت لحظة مؤثرة، شعرت فيها بأنني استعدت شيئًا من السيطرة على جسدي وعلى يومي.

ليس هذا فقط، بل تحسّن مزاجي بشكل عام، وهدأت الأفكار السلبية، وشعرت كأن ضوءًا خفيفًا عاد إلى داخلي. أدركت حينها أن السيبرالكس لم يكن مجرد مضاد اكتئاب عادي في حالتي، بل كان عنصر توازن عصبي ونفسي أساسي.

تركيبة أدويتي الحالية

وهذه هي الأدوية التي أتناولها حاليًا:

  • أبيليفاي (Aripiprazole) 5 ملغ
  • سوليان (Amisulpride) 200 ملغ صباحًا و200 ملغ مساءً
  • سيبرالكس (Escitalopram) 20 ملغ
  • لاروكسيل (Amitriptyline) 15 نقطة صباحًا و15 مساءً
  • لاميكتال (Lamotrigine) 100 ملغ

رسالة إلى كل من يخوض رحلة مشابهة

في كل مرة أكتب فيها عن تجربة من تجاربي، لا يكون هدفي الشكوى، بل التوثيق والمشاركة، لعل كلماتي تكون نورًا صغيرًا في طريق أحدكم. أقول لكل من يعاني من أعراض غريبة، أو تأثيرات جانبية غير مفهومة، أو شك في جدوى العلاج: راقب نفسك، اكتب، استشر طبيبك، ولا تفقد الأمل.

أحيانًا يكون الحل في العودة إلى جرعة أقدم. وأحيانًا، تكون تلك العودة ليست تراجعًا، بل نضجًا وفهمًا أعمق لما يحتاجه جسدك ونفسك. والدواء لا يعني ضعفك، بل هو دعم ضروري لاستعادة توازنك الداخلي.

أفتخر بأنني ما زلت أقاوم، وأتعلم، وأدوّن. وما زلت أستمتع بأدق التفاصيل: بحمامي الذي أعتني به، وبأطفالي الذين يكبرون أمام عيني، وبكلمة طيبة من تلميذ أو صديق. وما زلت أؤمن أن كل عثرة تحمل في طيّاتها بذرة نهوض.

شكرًا لكل من يقرأ تجربتي، ودمتم دومًا في طريق التعافي.

رضا أبو جاد | حكاية أمل

تعليقات

عدد التعليقات : 0