الدواء النفسي... سلاح ذو حدّين
الدواء النفسي ليس عدوًّا... بل هو من أعظم ما توصلت إليه البشرية في علاج الألم العقلي والنفسي. لكنه أيضًا، إذا أُسيء استخدامه، يتحول من علاج إلى معاناة إضافية.
في تجربتي، اكتشفت أن قوة الأدوية النفسية تكمن في دقتها. هي كالسيف: يقطع المرض من جهة، وقد يجرح صاحبه من الجهة الأخرى، إن لم يُستخدم بحذر.
الجانب الأول: مواجهة المرض
من جهة، ساعدتني الأدوية على التوازن، على استعادة النوم، تقليل الهلاوس، تهدئة القلق، وجعل الحياة أكثر احتمالاً. دواء مثل سوليان أعاد لي قدرتي على التفكير بهدوء. وسبرالكس هدّأ موجات القلق التي كانت تداهمني بلا سبب.
هذه الأدوية، بفضل الله، كانت طوق نجاة. لم يكن الأمر سحرًا، لكنه فرق واضح بين العيش وسط عاصفة... والعيش تحت مظلة في وسطها.
الجانب الثاني: الوجه الخفي – الأعراض الجانبية
لكن من جهة أخرى، حين ازدادت الأدوية، أو ارتفعت الجرعات، بدأت المعاناة من نوع مختلف:
- خمول شديد طوال اليوم
- رغبة دائمة في النوم
- زيادة في الوزن رغم قلة الأكل
- حركات لا إرادية
- انطفاء داخلي... وكأن المشاعر أصبحت باهتة
هنا فهمت أن الأمر ليس في "قوة" الأدوية، بل في حكمة استعمالها. الكثرة ليست علاجًا. والجرعة الأعلى ليست دائمًا الأفضل.
التوازن هو الحل
ما احتجته حقًا لم يكن المزيد من الحبوب، بل خطة علاجية متوازنة تشمل:
- عدد محدود من الأدوية
- جرعات مناسبة لجسدي
- متابعة منتظمة مع الطبيب
- ونمط حياة داعم: نوم كافٍ، غذاء متزن، تواصل إنساني، وكتابة
الدواء النفسي نعمة، لكنه يصبح عبئًا إذا لم يُستخدم بعقل. لا تجعل المعركة ضد المرض، تتحول إلى معركة ضد الآثار الجانبية.
رسالتي اليوم لكل من يتعالج نفسيًا: لا تخف من الدواء، لكن لا تُبالغ فيه. استمع لطبيبك... والأهم: استمع لجسدك.
#تجربتي_مع_الدواء
#دروب_التعافي
رضا أبو جاد – حكاية أمل