ADS

قصتي مع الفصام: من العزلة إلى الوعي

قصتي مع الفصام: من العزلة إلى الوعي
المؤلف لماذا الشعر
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

قصتي مع الفصام: من العزلة إلى الوعي







مقدمة:
لم أكن أعلم أنني مريض. كنت أعيش وسط أفكاري التي بدت لي منطقية، حتى وإن بدت للآخرين غريبة. الفصام لم يدخل حياتي فجأة، بل تسلل بهدوء، حتى أصبح عالمي كله. واليوم، أكتب قصتي لا لأحكي الألم فقط، بل لأُضيء شمعة في عتمة من يمرون بتجربة مشابهة.

البدايات:
بدأ الأمر بصوت خافت في رأسي. لم يكن مزعجًا في البداية، بل بدا كأنه صديقي. كنت أسمعه ينبهني ويحذرني من الناس. شيئًا فشيئًا، لم أعد أفرّق بين الحقيقة والخيال. صرت أعتقد أن هناك من يراقبني، أن الجميع يهمسون عني، وأن العالم يختبئ ضدي.

العزلة:
ابتعدت عن الجميع. لم أعد أخرج من المنزل إلا نادرًا، وفقدت الثقة في أقرب الناس لي. أمي كانت تبكي بصمت، وأبي كان يطرق باب غرفتي كل يوم دون أن يكلّ. لم أكن أرفضهم، كنت فقط خائفًا. خائفًا من أن يؤذوني، حتى وإن لم أرَ في عيونهم سوى الحب.

اللحظة الفارقة:
في أحد الأيام، نظرت إلى المرآة وقلت: "أنا لست على ما يرام". كانت هذه الجملة بداية التغيير. تحدثت مع أمي، وبكيت كطفل. وافقت على زيارة الطبيب النفسي. كانت البداية صعبة، مليئة بالخوف والارتباك، لكن شيئًا بداخلي كان يقول لي: هذا طريقك للنجاة.

العلاج:
بدأت بتناول العلاج الدوائي، ولم يكن سهلاً في البداية. كنت أشعر بالخمول والقلق من فقدان السيطرة. لكن الطبيب شرح لي كل شيء، وتدريجيًا بدأت ألاحظ الفرق. الصوت في رأسي خف، والشكوك بدأت تتراجع. لم تختفِ الأعراض تمامًا، لكنها أصبحت مفهومة ويمكن التحكم بها.

الوعي الجديد:
اليوم، أفهم نفسي أكثر. أعلم أنني مريض بالفصام، لكنني أيضًا إنسان له مشاعر وأحلام وقدرة على التعلّم والحب والعمل. التعافي ليس نهاية المرض، بل القدرة على التعايش معه بوعي، ومعرفة متى أطلب المساعدة.

خاتمة:
كتبت هذه الكلمات لأقول لكل من يمر بتجربة مشابهة: أنت لست وحدك. ربما يطول الطريق، وربما تكون هناك عثرات، لكن لا تخف من أن تبدأ. اطلب المساعدة، تمسك بالأمل، وامنح نفسك فرصة أخرى.
الفصام ليس نهاية، بل باب لفهم أعمق للحياة… وللذات.






تعليقات

عدد التعليقات : 0